نشر المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية، الخميس، بحضور نائب سمو رئيس المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات، العميد الركن حاتم الزعبي، والأمينة العامة للشؤون الإدارية والفنية في وزارة الصحة، الدكتورة إلهام خريسات، ونخبة من العاملين في مجال الاستعداد والاستجابة لطوارئ الصحة العامة من مختلف الوزارات والمؤسسات الوطنية الحكومية والمنظمات المحلية والدولية ذات العلاقة، نتائج التقرير النهائي لمشروع تحليل واقع الحال ومراجعة السياسات والاستراتيجيات والتشريعات والأدلة الإرشادية وإجراءات العمل المعيارية المتعلقة بالاستعداد والاستجابة للطوارئ وتهديدات الصحة العامة.
وقال رئيس المركز الدكتور عادل البلبيسي إن هذا المشروع يأتي من ضمن جملة من النشاطات والفعاليات التي شملتها استراتيجية المركز للأعوام 2023-2025 وانبثقت عنها مجموعة من المشاريع المشابهة، لدراسة واقع الحال للخدمات الصحية المقدمة للمجتمع ومدى فعاليتها، وتحليل الثغرات التي من شأنها أن تعزز ممارسات الصحة العامة في الأردن.
وأضاف البلبيسي أن الهدف من هذا المسح هو الوصول إلى خطة عمل موحدة مبنية على المخرجات التي تعد الأدلة العلمية اللازمة للوصول إلى خطة عمل وطنية منسقة بين الجميع، مشيرا إلى أن فريق العمل المشترك من المركز والجمعية العلمية الملكية، نفذ هذا المشروع على مدار الشهور الماضية، ضمن رؤية المركز لتنسيق وتوحيد الجهود الوطنية للوصول إلى منظومة وطنية واستراتيجية واحدة للاستجابة لطوارئ الصحة العامة.
ودعا البلبيسي إلى الاطلاع على هذا التقرير والمخرجات المقدمة، ومراجعة نقاط القوة وتأكيدها وتعزيزها، وكذلك نقاط الضعف وإيجاد الحلول المناسبة لها، وتقديم التوصيات التي ستكون محل اهتمام المركز وفريق العمل، للعمل عليها مستقبلا من أجل تحقيق الهدف السامي للمركز وهو حماية صحة المواطن، مقدما شكره لكل من أسهم في إنجاز هذا المشروع.
وقال نائب سمو رئيس المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات، العميد الركن حاتم الزعبي، من جانبه، إن المركز وضمن جهد وطني يقوده بمشاركة جميع الجهات الحكومية وغير الحكومية ذات الصلة، وبدعم من الحكومة والمنظمات العاملة في الأردن والمنطقة، طوّر الاستراتيجية الوطنية للحد من مخاطر الكوارث بإصدارها الثاني للأعوام 2023-2030، وأعدّ سجل المخاطر الوطني وعددًا من الخطط الوطنية المنسقة والشاملة، للتعامل مع معظم المخاطر والتهديدات.
وأشار الزعبي إلى التعاون والتنسيق المستمر مع مختلف عناصر القطاع الصحي، وفي رأسها المركز الوطني لمكافحة الأوبئة، إذ رغم حداثة إنشائه فإنه يتبنى رؤية طموحة تتمثل في التميز والإبداع في التأهب والرصد والوقاية والاستجابة، والأبحاث وسياسات الصحة العامة المبنية على الأدلة.
ولفت الزعبي إلى أن الأردن لن يكون بمنأى عن الأزمات والكوارث التي تعصف بالعالم، "ما يتطلب منّا أن نعمل معا لإعداد الخطط والاستراتيجيات، وتجهيز فرق استجابة مرنة وفاعلة، وتوفير الأجهزة والمعدات والبنى الصحية اللازمة، للتخفيف من المخاطر عند حدوثها، إلى جانب العمل على نشر الوعي والتثقيف بإجراءات الوقاية والحماية، وحشد الإرادة السياسية والموارد لمعالجة مثل هذه المشكلات والأزمات".
وقالت الأمينة العامة للشؤون الإدارية والفنية في وزارة الصحة الدكتورة إلهام خريسات، بدورها، إن إعداد خطط طوارئ وطنية شاملة، وتطوير سياسات فعالة للحد من ظهور الأوبئة وانتشار الأمراض المعدية، لضمان سلامة المواطنين وحماية مقدرات الوطن، يأتي ضمن سياق الاهتمام الكبير الذي يوليه الأردن في مجال إدارة الكوارث والطوارئ والحد من التهديدات البيولوجية.
وأضافت خريسات أن وزارة الصحة كلفت فريقا من الخبراء بإجراء دراسة تقييمية شاملة تضمنت تحليلا لنقاط القوة وفرص التحسين، والتطوير في السياسات والاستراتيجيات والإرشادات وإجراءات التشغيل الموحدة الحالية، إيمانا منها بأهمية تقييم ومراجعة وتطوير هذه الخطط والسياسات باستمرار.
وأشارت إلى أن الفرصة متاحة لتبادل الخبرات والمعرفة حول نقاط القوة والضعف في أنظمة رصد ومراقبة الأمراض الحالية، وتطوير استراتيجيات فعالة للوقاية من الأمراض، وضمان التنسيق الفعال بين القطاعات المختلفة وفقا لنهج "الصحة الواحدة"، وتعزيز الاستعداد والاستجابة للأوبئة والأمراض الناشئة.
وشكرت خريسات المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية، والجمعية العلمية الملكية، آملة الخروج بتوصيات عملية قابلة للتطبيق تسهم في تطوير خطط الطوارئ الوطنية وسد الفجوات.
وقدم مدير مديرية الاستعداد والاستجابة في المركز الوطني لمكافحة الأوبئة، المهندس بلال شتيات، وعضو الهيئة التدريسية في كلية الطب في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية الأستاذ الدكتور خالد خير الله، ومديرة مركز السلامة والأمن الحيوي في الجمعية العلمية الملكية الدكتورة نسرين الحمود، من جهتهم، عرضا توضيحيا لخطوات إعداد المشروع من الأداة المستخدمة وجمع البيانات والمنهجية والتحليل وصولا إلى النتائج.