عقد المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية، الإثنين، بالتعاون مع وزارة الصحة ومختلف القطاعات المعنية بمكافحة مقاومة المضادات، وبدعم من منظمة الصحة العالمية، ورشة عمل لتطوير إطار رصد خطة العمل الوطنية متعددة القطاعات لمقاومة مضادات الميكروبات.
وقال رئيس المركز الدكتور عادل البلبيسي إن الإشراف على تطوير وتنفيذ استراتيجيات ضبط مقاومة مضادات الميكروبات، وتنسيق مبادرات الرصد والربط مع المبادرات العالمية بهذا الشأن عبر نهج تشاركي يعتمد على المشاركة والتنسيق والتعاون في إطار نهج "الصحة الواحدة" يعد من الركائز الأساسية للمركز وعمله، ويحتاج الى مؤشرات علمية وعملية قابلة للقياس، ولهذا أُسندت صياغة خطة العمل للمتابعة والتقييم إلى المركز.
وبين البلبيسي أن عملية المتابعة والتقييم تتضمن جمع وتوفير بيانات بشكل منتظم وتحليلها واستخدامها، لإثراء عملية صنع القرار وتحسين النتائج، لافتا إلى أنه لوحظ بعد تنفيذ الخطة السابقة لمقاومة مضادات الميكروبات أن الجزء المتعلق بالمتابعة والتقييم لم يُشرف عليه ويوضَّح وتُوضع أسسه بعد، ولم تُحدَّد الجهات المسؤولة عنه.
وأشار إلى أن المركز، بالتعاون مع القطاعات المعنية بمقاومة مضادات الميكروبات، وبدعم من منظمة الصحة العالمية، شكل لجنة لتفعيل الجزء المتعلق بالمتابعة والتقييم.
وقال البلبيسي إن الأردن أكمل وأقر خطة عمله الوطنية بشأن مقاومة مضادات الميكروبات منذ عام 2018 وأطلق التحديث الثاني للأعوام (2023-2025) مضيفا أنه رغم الإنجازات التي تحققت هناك كثير من الجهد والعمل المطلوب للتصدي للمشكلة، التي تعد من أهم تحديات الصحة العامة، ومن المسببات الرئيسية للوفاة عالميا في القرن الحادي والعشرين.
وقالت ممثلة منظمة الصحة العالمية في الأردن الدكتورة جميلة الراعبي، بدورها، إنه من أجل ضمان التزام ومشاركة القطاعات الوطنية المتعددة، وتحديد الموارد، واتخاذ قرارات قائمة على الأدلة، فإن خطة العمل الوطنية لمقاومة مضادات الميكروبات تحتاج إلى مراقبة التقدم المُحرز وتقييمه، ما من شأنه أن يساعد على مراجعة التحديات وأفضل الممارسات دوريا.
وأشادت الراعبي بالتزام الأردن في الاستجابة للحد من مقاومة مضادات الميكروبات عبر تطوير خطة العمل الوطنية عام 2018، قائلة "يسعدني أن أرى الأردن على استعداد تام لتنفيذ خطة العمل الوطنية المحدثة. نحن على أتم الاستعداد لدعم الحكومة في اتخاذ القرارات الفاعلة".
وأضافت أن منظمة الصحة العالمية تدعم هذه المهمة، بالتعاون مع المنظمة العالمية للصحة الحيوانية، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، برنامج الأمم المتحدة للبيئة، لضمان حصول جميع الوزارات والقطاعات ذات الصلة على المعلومات والمهارات والأدوات اللازمة لتطوير إطار عمل فعال للمتابعة والتقييم، من أجل المساعدة في تحديد الاتجاهات والأنماط، وتحديد فجوات الأداء، وتوفير البيانات والأدلة اللازمة لتعديل الاستراتيجيات وتوجيه القرارات السياسية، بما في ذلك تخصيص الموارد المالية.
وثمنت الراعبي دور المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية، ووزارة الصحة، في العمل على تشكيل فريق وطني متخصص لمتابعة وتقييم وتنفيذ الخطة الوطنية لمقاومة مضادات الميكروبات.
وقال مدير إدارة الأوبئة في وزارة الصحة الدكتور أيمن المقابلة، من جانبه، إن هذه الورشة تعنى باستكمال محور المتابعة والتقييم عبر وضع وإيجاد مؤشرات أداء لقياس مدى التقدم المحرز في تنفيذ أنشطة خطة العمل الوطنية (2023-2025) التي أطلقتها الوزارة العام الماضي.
وأضاف المقابلة أن الخطة تهدف إلى الحفاظ على فاعلية العلاجات، وتحسين البرامج الصحية، وتعزيز قاعدة المعرفة والأدلة، ورصد الميكروبات المقاومة للمضادات، والحد من حالات العدوى في المستشفيات والمجتمع، وتحسين برامج الإصحاح البيئي، والاستخدام الأمثل للأدوية المضادة للميكروبات، إضافة إلى تعزيز الاستثمار في الأنشطة والأبحاث والابتكارات المتعلقة بمقاومة مضادات الميكروبات.
ودعا المقابلة إلى تكثيف الجهود واستغلال الموارد المتاحة للتصدي لمقاومة مضادات الميكروبات، لما تمثله من خطر على الصحة العامة، وتحدٍّ للتنمية المستدامة والاقتصاد العالمي.