اختتمت الأربعاء الورشة التدريبية للكوادر العاملة في مجال أنشطة الرصد والاستقصاء الوبائي، التي نظمها المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية، بالتعاون مع وزارة الصحة، وبدعم من منظمة الصحة العالمية ومعهد روبرت كوخ الألماني.
ويشارك في الورشة، التي استمرت على مدار أربعة أيام، ممثلون عن عدد من المؤسسات الصحية العامة والخاصة، في إطار السعي لتعزيز القدرات الوطنية عبر رفع قدرات الكوادر الصحية العاملة للاستعداد والاستجابة للأخطار التي تهدد الصحة العامة.
وقال رئيس المركز الدكتور عادل البلبيسي إن "التحديات الصحية التي تواجه العالم اليوم، بدءًا من الأوبئة إلى الأزمات الصحية المعقدة، وإن حماية صحة مجتمعاتنا تعتمد كثيرا على قدرتنا على رصد واكتشاف الأمراض، وجمع وحوسبة البيانات وضمان تدفقها، وتحليل البيانات الكاملة والدقيقة في الوقت المناسب".
وأضاف البلبيسي أن "البرنامج يهدف إلى تعزيز قدراتنا في جمع وتحليل المعلومات الوبائية، وتطوير نظام إنذار مبكر قادر على التصدي لأي تهديد صحي"، مشيرا إلى أن هذه الشراكات الدولية تمثل نموذجًا للتعاون المثمر، وهي دليل على الالتزام العالمي بمواجهة الأوبئة والكوارث الصحية بشكل مشترك.
وبين البلبيسي "أننا نطمح عبر هذه الورشة إلى بناء فريق متكامل من المتخصصين في الرصد الاستقصاء الوبائي، مسلحين بالمعرفة والأدوات التي تمكنهم من حماية الصحة العامة، وبناء كوادر مؤهلة قادرة تطوير منظومة قوية لتحريات الصحة العامة، واستخدام الأدوات المتطورة في جمع وتحليل البيانات، والتواصل الفعال مع صانعي القرار".
وتحدث مدير مديرية الأمراض السارية في وزارة الصحة الدكتور محمد الحوارات، من جهته، عن أهمية الرصد الوبائي بوصفه حجر الأساس للصحة العامة، وأهمية امتلاك نظام رصد وطني متكامل ليكون مصدرا للأدلة التي تساعد على اتخاذ قرارات مبنية على الأدلة.
وأشار الحوارات إلى المعاناة الكبيرة للأنظمة الصحية في العديد من الدول في أثناء الجائحة السابقة كورونا، لافتا إلى أنه من الضرورة تفعيل وتقوية أنظمة الرصد واستخدام ادوات الصحة العامة كأداة للتنبؤ بنمط حدوث وانتشار الأمراض والأوبئة، بحيث يمكن الاستعداد ورفع الجاهزية على المستوى الوطني للاستجابة للفاشيات والأوبئة.
ولفت مسؤول فريق الطوارئ الصحية في مكتب منظمة الصحة العالمية في الأردن، الدكتور عدي إبراهيم، من جانبه، إلى أن هذه الورشة جاءت لتأكيد أهمية استقصاءات الصحة العامة لجمع المعلومات الصحية وتحليلها والاستفادة منها في حماية المجتمع من المخاطر الصحية.
وقدمت مديرة مديرية تكنولوجيا المعلومات في المركز، المهندسة فاطمة حماد، بدورها، عرضا شاملا تطرقت فيه إلى الأهداف الاستراتيجية التي يعمل عليها المركز في مجال تحريات الصحة العامة، كذلك عرضت نتائج الدراسة التي نفذها المركز والمتعلقة بمسح وتقييم أنظمة الرصد في المركز، والخطوات العملية التي يقوم بها المركز حاليا لتنفيذ توصيات هذه الدراسة، والعمل على حوكمة البيانات وجودة البيانات الصحية.
وعرضت حماد شرحا عن مشروع مستودع بيانات الصحة العامة الذي ينفذه المركز ، وأهداف المشروع والبيانات التي تم الوصول إليها، وأهمية هذا المشروع في مساعدة أصحاب القرار لاتخاذ القرارات المتعلقة بالأوبئة المبنية على الأدلة.
وقدمت رئيسة قسم تحليل البيانات في مديرية الأمراض السارية بوزارة الصحة، الدكتورة فطيمة الذنيبات، من جهتها، نظرة شاملة على أنواع مختلفة من أنظمة الرصد في وزارة الصحة والبيانات القيمة التي تنتجها والتقارير الدورية التي تصدرها.
وأشارت الذنيبات إلى "أهمية المتابعة والتقييم في جمع بيانات عالية الجودة، إذ إنها أمر ضروري لاتخاذ قرارات مستنيرة عبر القطاعات من خلال الاستفادة من تقنيات المتابعة المتقدمة، وبهذا نعزز قدرتنا على جمع وتحليل وتفسير المعلومات الحرجة، ما يمكّن أصحاب المصلحة من اتخاذ خيارات استراتيجية تعزز الكفاءة والفعالية"، لافتة إلى أن "هذه المبادرة لا تسلط الضوء فقط على التزامنا بالشفافية والمساءلة، بل تضعنا أيضا في طليعة الابتكار في إدارة البيانات".
وأوضحت ممثلة معهد روبرت كوخ الألماني، كلاريس ليغ، بدورها، أهمية الدورة في رفع قدرات المشاركين وتطوير مهاراتهم في اليات الرصد الوبائي، مؤكدة دعم المعهد المستمر للنشاطات التي تعقد في المملكة.
+21